لطالما زخرت وسائل الإعلام الغربية خلال العقود الماضية بانتقادات لاذعة للمجتمع السعودي، ولم تدخر وسعاً يوماً في توجيه سهامها الحادة تجاه أعمدة الدولة سواء كانت تنفيذية أو تشريعية أو قضائية، وبخلاف وسائل الإعلام الرسمية كانت الصحف الصفراء تنشط بمحتواها المبتذل والمنفر لتعميق وتجذير ما تروجه تلك المنابر الرسمية، وكان الموضوع المفضل لهم وقتذاك هو حقوق الإنسان، وقد مزجوا السم بالعسل في مزيج من الأفكار المشبوهة والمضللة، غير أن تلك الدعاية كانت تعتمد نوعاً ما على بعض الوقائع على الأرض، فكانت بمثابة استثمارٍ خبيثٍ للكثير من مخرجات فكر تيار الصحوة المتطرف.
كانت الكثير من تلك الأفكار تدور حول حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق المرأة بصفة خاصة، فالوظائف والأعمال المتاحة للمرأة فيما سبق كانت في أضيق الحدود واقتصر أغلبها على مجالي الصحة والتعليم، ولم يكن مسموحاً للنساء بقيادة سياراتهن، ولا بتبوء المناصب القيادية ولا السياسية، ولا بالسفر إلا بعد حصولهن على إذن بذلك، وغير ذلك مما سمح لتلك الأبواق المشبوهة بتعميق الصورة الخاصة بالمجتمع السعودي باعتباره مجتمعاً ظالماً متطرفاً منعزلاً ومنغلقاً على نفسه.
من المؤكد أن هذه الصورة السلبية التي اجتهدت بالفعل الكثير من المواقع الغربية في رسمها وتكريسها عن طبيعة المجتمع السعودي كانت مقتطعة من سياقها، فالمجتمع السعودي كله لم يكن مقتنعاً بهذه الأفكار المتشددة، فالمجتمع السعودي بالفعل مجتمع محافظ، ولكنه ضد التطرف، وهو مجتمع معتز بإسلامه وعروبته كمجتمع معتدل وسطي غير متشدد بطبيعته، غير أن بعض المواقف كانت تحدث نتيجة وقوع البعض تحت تأثير تيار الصحوة المتطرف، الذي سعى لفرض أفكاره بالقوة على جميع مناحي الحياة بالمملكة، وكان له من القوة والتأثير أن تمكن من وسم عادات وطبيعة المجتمع السعودي -إبان فترة نفوذه- بأفكاره ومعتقداته الخاصة.
على سبيل المثال كانت السياحة الداخلية، ولا سيما للمناطق الأثرية وكذلك السينما والمسارح، شبه محرمة بتأثير من أفكار هذا التيار، ومع تنامي نفوذه تمكن من تشديد قبضته على بقية مناحي الحياة رغم سعي الدولة لكسر حدة هذا النفوذ، إلا أنه كان قد تنامى بعمق، وكاد الأمر أن يكون أشبه بالوباء؛ فكلما مر الوقت أكثر كلما صعب تفكيك أفكار هذا التيار المتطرف، فقد استخدموا جميع المنابر الدعوية لتحريم بل وتجريم الكثير من وسائل الترفيه المباحة كالسينما والمسارح وزيارة المناطق الأثرية، وقاموا بنقد جميع البرامج والمسلسلات وهاجموا القائمين عليها بشراسة، وهو ما مثل للمنابر الإعلامية الغربية وجبة دسمة لانتقاد المملكة وتأليب الرأي العام العالمي ضدها، وانتهاز الفرصة لنعتها بكل ما يحلو لهم من أوصاف.
استمر الأمر ما بين جذب وشد عقوداً طويلة إلى أن تطلب الأمر وقفة حاسمة، ولم يكن الأمر سهلاً فقد كان يحتاج لجرأة وحزم، كما كان يحتاج لرؤية شاملة تنظر للأمور من جميع جوانبها، لم يكن الأمر يسيراً على الإطلاق، فأفكار تيار الصحوة متجذرة، ومنتسبوه كان لهم نفوذٌ ضخمٌ بين جميع فئات المجتمع، لذلك تطلب الأمر حكمة لإدارة الأمر ببراعة والخروج من تلك الأزمة العميقة بأقل الخسائر الممكنة، ومن هنا ظهرت رؤية 2030؛ كرؤية متكاملة للمملكة يسير فيها الجانب الاجتماعي بجوار الاقتصادي، رؤية شاملة ترسم للمملكة مستقبلاً يليق بشعبها ووزنها وثقلها الإقليمي والدولي.
مع ثورة الاتصالات الحديثة وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد المنابر الغربية قادرة على تغذية أفكارها المعادية للمملكة بأية وقائع، فقد حصلت النساء على حقوقهن وتمكنت البارعات منهن من تبوء المناصب التي تليق بإمكانياتهن، لم يعد هناك مجال لم تمتد له يد التنمية الحديثة سواء كان علمياً أو تعليمياً أو صناعياً أو ترفيهياً، حتى الفساد المؤسسي تم توجيه العديد من الضربات العميقة له في أكبر حملات لمكافحة الفساد في المملكة عبر تاريخها الحديث.
ما نسطره هنا في هذا الحيز الضيق هو واقع يعيشه كل مواطن، ولعل تطبيق رؤية 2030 على أرض الواقع اكتسب زخماً إضافياً في ظل التحديات الهائلة التي تمر بها المملكة في هذا التوقيت الصعب على كل الأصعدة، غير أن ذلك غدا يبرهن على أمر أساسي لا يقبل الجدل، وهو أن الدولة انتقلت بالفعل لمرحلة تحقيق الإنجازات الممنهجة التي تعتمد على التخطيط والإشراف والمتابعة بدلاً من الاعتماد على الإنجازات العشوائية، وأن الإنجاز الفعلي يدل على عبقرية التخطيط الذي تمكن من التكيف مع كافة التحديات والأزمات التي تعيشها الدول المحيطة بالمملكة، والتي أسقطت العديد منها في مستنقع الفوضى والانفلات الأمني وانعدام الاستقرار بكافة صوره وأشكاله.
في المقابلة الأخيرة التي تمت مع ولي العهد بمرور عدة أعوام على انطلاق رؤية 2030، تابعنا سرداً متسلسلاً ثرياً بكافة الإنجازات التي تم تحقيقها خلال تلك الفترة، وهي الإنجازات التي يعيشها ويشعر بها كل مواطن، وقد تجاوز الحوار كونه مجرد سرد تاريخي لتلك الإنجازات، فقد كان خطة منهجية مستقبلية للمرحلة القادمة، التزم خلال شرحها الأمير الشاب محمد بن سلمان بالمضي قدماً نحو تحقيق أهدافها واستراتيجياتها، متعهداً بعدم العودة للوراء، معلناً التزامه هو شخصياً بتحقيق تلك الوعود، ومؤكداً على أنه لا سبيل للتراجع ولا للتخلي عن مقومات الدولة الحديثة، والتي يلحظ كل من عاصر المملكة في السبعينات والثمانينات مقدار اختلافها عنها، وقد بدأت بالفعل تعيش أزهى عصورها.
كانت الكثير من تلك الأفكار تدور حول حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق المرأة بصفة خاصة، فالوظائف والأعمال المتاحة للمرأة فيما سبق كانت في أضيق الحدود واقتصر أغلبها على مجالي الصحة والتعليم، ولم يكن مسموحاً للنساء بقيادة سياراتهن، ولا بتبوء المناصب القيادية ولا السياسية، ولا بالسفر إلا بعد حصولهن على إذن بذلك، وغير ذلك مما سمح لتلك الأبواق المشبوهة بتعميق الصورة الخاصة بالمجتمع السعودي باعتباره مجتمعاً ظالماً متطرفاً منعزلاً ومنغلقاً على نفسه.
من المؤكد أن هذه الصورة السلبية التي اجتهدت بالفعل الكثير من المواقع الغربية في رسمها وتكريسها عن طبيعة المجتمع السعودي كانت مقتطعة من سياقها، فالمجتمع السعودي كله لم يكن مقتنعاً بهذه الأفكار المتشددة، فالمجتمع السعودي بالفعل مجتمع محافظ، ولكنه ضد التطرف، وهو مجتمع معتز بإسلامه وعروبته كمجتمع معتدل وسطي غير متشدد بطبيعته، غير أن بعض المواقف كانت تحدث نتيجة وقوع البعض تحت تأثير تيار الصحوة المتطرف، الذي سعى لفرض أفكاره بالقوة على جميع مناحي الحياة بالمملكة، وكان له من القوة والتأثير أن تمكن من وسم عادات وطبيعة المجتمع السعودي -إبان فترة نفوذه- بأفكاره ومعتقداته الخاصة.
على سبيل المثال كانت السياحة الداخلية، ولا سيما للمناطق الأثرية وكذلك السينما والمسارح، شبه محرمة بتأثير من أفكار هذا التيار، ومع تنامي نفوذه تمكن من تشديد قبضته على بقية مناحي الحياة رغم سعي الدولة لكسر حدة هذا النفوذ، إلا أنه كان قد تنامى بعمق، وكاد الأمر أن يكون أشبه بالوباء؛ فكلما مر الوقت أكثر كلما صعب تفكيك أفكار هذا التيار المتطرف، فقد استخدموا جميع المنابر الدعوية لتحريم بل وتجريم الكثير من وسائل الترفيه المباحة كالسينما والمسارح وزيارة المناطق الأثرية، وقاموا بنقد جميع البرامج والمسلسلات وهاجموا القائمين عليها بشراسة، وهو ما مثل للمنابر الإعلامية الغربية وجبة دسمة لانتقاد المملكة وتأليب الرأي العام العالمي ضدها، وانتهاز الفرصة لنعتها بكل ما يحلو لهم من أوصاف.
استمر الأمر ما بين جذب وشد عقوداً طويلة إلى أن تطلب الأمر وقفة حاسمة، ولم يكن الأمر سهلاً فقد كان يحتاج لجرأة وحزم، كما كان يحتاج لرؤية شاملة تنظر للأمور من جميع جوانبها، لم يكن الأمر يسيراً على الإطلاق، فأفكار تيار الصحوة متجذرة، ومنتسبوه كان لهم نفوذٌ ضخمٌ بين جميع فئات المجتمع، لذلك تطلب الأمر حكمة لإدارة الأمر ببراعة والخروج من تلك الأزمة العميقة بأقل الخسائر الممكنة، ومن هنا ظهرت رؤية 2030؛ كرؤية متكاملة للمملكة يسير فيها الجانب الاجتماعي بجوار الاقتصادي، رؤية شاملة ترسم للمملكة مستقبلاً يليق بشعبها ووزنها وثقلها الإقليمي والدولي.
مع ثورة الاتصالات الحديثة وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي لم تعد المنابر الغربية قادرة على تغذية أفكارها المعادية للمملكة بأية وقائع، فقد حصلت النساء على حقوقهن وتمكنت البارعات منهن من تبوء المناصب التي تليق بإمكانياتهن، لم يعد هناك مجال لم تمتد له يد التنمية الحديثة سواء كان علمياً أو تعليمياً أو صناعياً أو ترفيهياً، حتى الفساد المؤسسي تم توجيه العديد من الضربات العميقة له في أكبر حملات لمكافحة الفساد في المملكة عبر تاريخها الحديث.
ما نسطره هنا في هذا الحيز الضيق هو واقع يعيشه كل مواطن، ولعل تطبيق رؤية 2030 على أرض الواقع اكتسب زخماً إضافياً في ظل التحديات الهائلة التي تمر بها المملكة في هذا التوقيت الصعب على كل الأصعدة، غير أن ذلك غدا يبرهن على أمر أساسي لا يقبل الجدل، وهو أن الدولة انتقلت بالفعل لمرحلة تحقيق الإنجازات الممنهجة التي تعتمد على التخطيط والإشراف والمتابعة بدلاً من الاعتماد على الإنجازات العشوائية، وأن الإنجاز الفعلي يدل على عبقرية التخطيط الذي تمكن من التكيف مع كافة التحديات والأزمات التي تعيشها الدول المحيطة بالمملكة، والتي أسقطت العديد منها في مستنقع الفوضى والانفلات الأمني وانعدام الاستقرار بكافة صوره وأشكاله.
في المقابلة الأخيرة التي تمت مع ولي العهد بمرور عدة أعوام على انطلاق رؤية 2030، تابعنا سرداً متسلسلاً ثرياً بكافة الإنجازات التي تم تحقيقها خلال تلك الفترة، وهي الإنجازات التي يعيشها ويشعر بها كل مواطن، وقد تجاوز الحوار كونه مجرد سرد تاريخي لتلك الإنجازات، فقد كان خطة منهجية مستقبلية للمرحلة القادمة، التزم خلال شرحها الأمير الشاب محمد بن سلمان بالمضي قدماً نحو تحقيق أهدافها واستراتيجياتها، متعهداً بعدم العودة للوراء، معلناً التزامه هو شخصياً بتحقيق تلك الوعود، ومؤكداً على أنه لا سبيل للتراجع ولا للتخلي عن مقومات الدولة الحديثة، والتي يلحظ كل من عاصر المملكة في السبعينات والثمانينات مقدار اختلافها عنها، وقد بدأت بالفعل تعيش أزهى عصورها.